يؤثر في ارتفاع أو انخفاض سعر أونصة الذهب عالمياً العديد من العوامل الرئيسية، وتشغل هذه العوامل بال مستثمري الذهب بدرجات كبيرة، ويراقبونها بعناية فائقة حرصاً على نماء أموالهم.
– قيمة الدولار الأمريكي
على المدى القصير ، يرتبط سعر الذهب بشكل عكسي بقيمة الدولار لأن المعدن مقوم بالدولار. ارتفاع قيمة الدولار يجعل شراء الذهب أكثر تكلفة (في الدول التي تستعمل عملة مختلفة ) وبالتالي يقلل الطلب على المعدن الأصفر مما يضع ضغطًا هبوطيًا على سعر الذهب.
بالإضافة إلى ذلك ، عندما ترتفع قيمة الدولار الأمريكي تصبح العملة الخضراء أكثر جاذبية للمستثمرين الذين يقومون بشرائها على حساب الذهب مما يسبب إنخفاض بسعره والعكس صحيح.
يمكن اعتبار أن لقيمة الدولار تأثير أساسي على سعر الذهب على المدى القصير
– التغيرات في أسعار الفائدة
ينخفض الذهب عندما ترتفع أسعار الفائدة الطويلة الأجل. في الواقع يعتبر الذهب أصلًا لا يدر أي دخل وعندما تبدأ أسعار الفائدة والعوائد في الارتفاع ، يتجه المستثمرون إلى الأصول التي ستوفر لهم عائدًا منتظماً (السندات على سبيل المثال) ويتخلون من موجوداتهم من الذهب في المحافظ المالية أو يخففون امتلاكهم للمعدن الأصفر .
– طلب البنوك المركزية
شهد العقد الماضي تحولا جوهريا في سلوك البنوك المركزية تجاه الذهب بعد الأزمة المالية لعام 2008. زادت البنوك المركزية في الأسواق الناشئة مشترياتها الرسمية من الذهب ، بينما توقفت البنوك الأوروبية عن البيع ويمثل القطاع الآن مصدرًا مهمًا للطلب السنوي على الذهب. تحتفظ البنوك المركزية بالعملات الصعبة والذهب كاحتياطي وكلما تعطي الأولية لشراء الذهب يرتفع سعر هذا الأخير في الأسواق العالمية . البلدان التي لديها أكبر احتياطي من الذهب (بالطن) حالياً هي : الولايات المتحدة 8،133 ، ألمانيا 3،359 ، الاتحاد الروسي 2,920 ، إيطاليا 2،541 ، فرنسا 2،436 ، الصين 1،948 ، سويسرا 1،040
– طلب المجوهرات والسلع الصناعية
تمثل المجوهرات ما يقرب من نصف الطلب على الذهب و تعد الهند والصين أكبر الأسواق من حيث الحجم حيث تمثلان معًا أكثر من 50 ٪ من الطلب العالمي الحالي على الذهب.
يُعزى 7.5٪ أخرى من طلب التكنولوجيا والاستخدامات الصناعية للذهب حيث يتم استخدامه في تصنيع الأجهزة الطبية و الإلكترونيات الدقيقة مثل وحدات GPS. لذا بالطبع يتأثر سعر الذهب بالعرض والطلب و مع زيادة الطلب على السلع الاستهلاكية مثل المجوهرات والإلكترونيات يرتفع سعره .
– عرض الذهب و كلفة الانتاج
أكبر منتجي الذهب في العالم هم الصين وجنوب إفريقيا والولايات المتحدة وأستراليا وروسيا والبيرو. يؤثر مستوى الإنتاج بالطبع على سعر المعدن . بلغ إنتاج مناجم الذهب حوالي 3200 طن في عام 2020 مرتفاعًا من 2500 طن في عام 2010.
ولكن رغم هذه الزيادة على مدى عشر سنوات ، لم يتغير إنتاج تعدين الذهب بشكل كبير منذ عام 2016. أحد الأسباب هو أن الذهب “السهل الاخراج” قد نفز و يتعين على عمال المناجم الآن أن يحفروا إلى مسافات أعمق للوصول إلى احتياطيات ذهب عالية الجودة مما يتطلب نفقات أكبر وبالتالي يمكن أن تؤدي الزيادة في تكلفة تشغيل المناجم إلى ارتفاع أسعار الذهب.
– الذهب كملاذ أمن و أداة تحوط ضد التضخم
التوترات الجيوسياسية وعدم الاستقرار في سوق السلع الأساسية والتضخم أو تقلب أسعار الفائدة تخلق حالة من عدم اليقين للمستهلكين والمستثمرين الذين يتجهون إلى الذهب كملاذ آمن ، مما يؤدي إلى زيادة الطلب عليه و سعره.
كما يُنظر إلى الذهب على أنه حماية ضد التضخم فعندما ترتفع الأسعار تنخفض القوة الشرائية للنقود وقيمتها. وبالتالي ، لحماية أنفسهم من هذا الانخفاض يميل المستثمرون إلى زيادة طلبهم على الذهب مما يساهم في ارتفاع سعره.
الاستثمار في الذهب يمكن أن يحمي ويعزز أداء المحفظة الاستثمارية. حسب الاحصاءت العالمية لا يزال الذهب يشكل أقل من واحد في المائة من المحافظ الاستثمارية ولكن زاد الحجم السنوي للذهب الذي يشتريه المستثمرون بنسبة 235٪ خلال العقود الثلاثة الماضية.
من الناحية الفنية ، يمكن للمستثمرين شراء سبائك ذهب أو صناديق استثمار متداولة مرتبطة بالذهب بينما يفضل آخرون شراء أسهم شركات التعدين بدلاً من الذهب الفعلي.