مفهوم كفاءة السوق
وجد أستاذ في علم المال وطالب ورقة 100 دولار مرميّة.
توقّف الطالب ليلتقطها، فقال له الأستاذ، “لا عليك، لو كانت بالفعل ورقة 100 دولار، لما كانت هنا.”
تظهر هذه القصّة ما يؤمن به مؤيّدو نظرية كفاءة السوق. فبالنسبة إليهم، تعكس القيمة الحالية للسهم كلّ ما يجب معرفته. بالتالي، ما من أسرار في السوق المالية .وإذا أراد المستثمر اكتساب عوائد فوق المعدّل الطبيعي، يجب أن يكون مستعدّاً لتقبّل مخاطر أكثر من العادة.
بمعنى آخر، لا يعتقد متتبّعو فرضية كفاءة السوق أنّ المستثمر، سواء كان محترفاً أو مبتدئاً، قد يترك أوراق 100 دولار مرميّة على الأرض من دون مبالاة.
لمَ تعتبر فرضية كفاءة السوق أنّ الأسواق كفوءة؟
تعتبر فرضية كفاءة السوق أنّه مع ورود أخبار جديدة، سرعان ما ما تعكس أسعار الأسهم هذه الأخبار. ويقول مؤيدو فرضية كفاءة السوق إنّ السوق كفوءة إذ تعكس فوراً أسعار االأسهم جميع المعلومات المعروفة بحيث لا يمكن أن يوفر لمستثمر أيّ تحليل أفضلية على المستثمرين الآخرين الذين لديهم إمكانية الوصول إلى المعلومات نفسها.
ولكن هذا لا يعني بالضرورة أنّ الأسواق منطقية أو أنّها تسعّر الأسهم بشكل دقيق دائماً. على المدى القصير، قد تصبح قيمة الأسهم مبالغ فيها أو مقدّرة أقلّ من قيمتها استناداً إلى ثقة المستثمرين واستعدادهم لقبول المخاطر. ولكن، على المدى البعيد، إذا وجد المحللون أسهم تنحرف قيمتها الحالية عن قيمتها الحقيقية سيقومون ببيع أو شراءها دافعين بقيمتها باتجاه القيمة الحقيقية التي تعكس بدقة النموّ المتوقع في أرباح الأسهم .
تظهر الأبحاث المؤيدة لفرضية كفاءة السوق وفرة في الأدلّة الداعمة لهذه النظرية. فمهما كان تحرّك أسعار الأسهم غير منتظم وغير متناسق، لا تخلق السوق فرص تداول تخوّل المستثمرين ربح عوائد فوق العادة من دون قبول مخاطر فوق العادة.
ما النهج الاستثماري الذي يجب اتّباعه؟
يزعم مؤيدو فرضية كفاءة السوق أنه لا جدوى من البحث عن أسهم مقدّرة بأقلّ من قيمتها أو محاولة التنبؤ باتجاهات السوق من خلال التحليل الأساسي أو الفني. لذا ،بدلاً من دفع رسوم إدارية لمدراء لا يستطيعون أن يقدّموا أداء أفضل من أداء السوق، يقترح مؤيدو فرضية كفاءة السوق الاستثمار في صناديق المؤشرات Index Funds.