تعريف السوق الهابطة ‘BEAR MARKET’
هي سوق تشهد هبوطاً في أسعار الأوراق المالية وشيوع التشاؤم الذي يغذي دوامة المشاعر السلبية. ومع إقبال المستثمرين على استباق الخسائر في السوق الهابطة واستمرار البيع، يزداد التشاؤم ويتفاقم. وبالرغم من تفاوت الأرقام، يعتبر الكثيرون أن هبوط مؤشر أسواق البورصة بحدود 20% أو أكثر في غضون شهرَين على الأقل يشكّل مدخلاً إلى السوق الهابطة.
الفارق بين السوق الهابطة والتصحيح
لا يجب الخلط بين السوق الهابطة والتصحيح القصير الأمد والممتد على أقل من شهرَين. وفيما يُعتبر التصحيح في أغلب الأحيان فرصةً سانحة أمام المستثمر لإيجاد “مدخل” إلى السوق، لا تتيح الأسواق الهابطة إلا نادراً مداخل مهمة إلى السوق حيث يصعب جداً توقيت القعر. وبالتالي، يصعب على المستثمر تحقيق مكاسب ضخمة في السوق الهابطة ما لم يلجأ إلى البيع على المكشوف.
ما هي إستراتيجيات الإستثمار في السوق الهابطة؟
تتعدّد الإستراتيجيات التي يلجأ إليها المستثمر ظناً منه بأن السوق الهابطة وشيكة أو قيد الحدوث.
- تكمن أكثر الإستراتيجيات أماناً وتطرّفاً في بيع جميع الإستثمارات وإما الإحتفاظ بالسيولة النقدية أو توظيف عائدات الإستثمار في أدوات مالية أكثر إستقراراً مثل السندات الحكومية القصيرة الأمد. ومن خلال ذلك، يمكن للمستثمر الحدّ من تعرّضه لأسواق البورصة والتخفيف من مفاعيل السوق الهابطة.
- بالنسبة إلى المستثمر الساعي إلى المحافظة على مراكز في أسواق البورصة، تُعتبر الإستراتيجية الدفاعية الأنسب عادةً. ويسمح هذا النوع من الإستراتيجيات بالإستثمار في الشركات الكبرى ذات الميزانيات المتينة والتاريخ الطويل في العمليات أي في الأسهم التي تُعتبر “دفاعية”. ويُعزى ذلك إلى قلة تعرّض الشركات الكبرى الأكثر إستقراراً للتطورات المعاكسة في الإقتصاد أو أسواق البورصة، وبالتالي تُعتبر أسعار الأسهم فيها أقلّ عرضةً للهبوط الأكبر. وبفضل مراكزها المالية القوية، بما فيها المراكز القوية الضخمة لتغطية النفقات التشغيلية الجارية، من الأرجح أن تنجو هذه الشركات أكثر من غيرها من التطورات المعاكسة. وتشمل هذه الشركات أيضاً الشركات التي تلبي حاجات الأعمال والمستهلكين مثل شركات الأغذية (حيث يواصل الأفراد إستهلاك الطعام في ظل إنكماش الإقتصاد). من جهة أخرى، يتجنب المستثمر عادةً الشركات الأكثر خطورةً مثل الشركات القليلة النمو التي تتمتع أقل من غيرها بالأمان المالي الضروري للنجاة من التطورات المعاكسة.
تشكّل هاتان الإستراتيجيتان المذكورتان أعلاه غيضاً من فيض الإستراتيجيات الشائعة، فيما تتوافر كوكبة واسعة من الإستراتيجيات الأخرى المفصّلة على قياس السوق الهابطة. ولعل الأهم هو الإدراك بأن السوق الهابطة محفوفة بالصعوبات أمام المستثمر على المدى الطويل نظراً إلى هبوط معظم الأسهم في خلال تلك الفترة الزمنية. ويستحيل على معظم الإستراتيجيات القضاء على التعرض للتطورات المعاكسة لكن يمكنها فقط الحد منه.